التقرير

التقرير

كوريا تتبنى أنماط الحياة والتكنولوجية الخضراء


قبل ثلاثة أعوام ، وتحديدا يوم 15 أغسطس 2008 ، قدم الرئيس لي ميونج باك مبادرة "الخفض الكربوني والنمو الأخضر" لتكون هي الاستراتيجية التنموية الجديدة لحكومته.
في ذلك الوقت ، فهم قليلون فكرة هذا التوجه التنموي الحقيقية ، ولكن اليوم ، أصبح "الخفض الكربوني والنمو الأخضر" هو النموذج التنموي الرسمي لكوريا ، إذ يتخذ المجتمع الكوري إجراءات ملموسة لتقليل الانبعاثات الكربونية الغازات الضارة بالبيئة.
وبعد عام واحد من الإعلان عن هذه الرؤية الوطنية الجديدة للنمو ، شكلت الحكومة الكورية لجنة رئاسية عن النمو الأخضر PGGG عام 2009.
كما وضعت الحكومة خططا تنموية مدتها خمس سنوات واستراتيجيات وطنية من أجل توفير أرضية قانونية قوية لقوانين النمو الأخضر.
وفي عام 2010 ، مضت الحكومة قدما نحو تطوير صناعات وتكنولوجيات خضراء تتضمن استخدام الطاقة الشمسية وتوليد الطاقة من الرياح واستخدام مصابيح الإضاءة من نزع إل.إي.دي. ، فضلا عن توفير الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في مجال الصناعات الخضراء.
وتركز الحكومة هذا العام على تحسين أنظمة البلاد في هذا المجال ، عن طريق سن القوانين المصممة لتقليل انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة وتطوير نظم لإدارة الطاقة من أجل تحويل الهيكل الاقتصادي الاجتماعي لكوريا إلى هيكل يساعد على تقليل الانبعاثات الكربونية.
الحكومة تنشيء نظاما جديدا لتقليل انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة :
تهدف الحكومة الكورية لأن تحتل مرتبة متقدمة في التصنيف العالمي الذي يضم أكثر سبع دول في العالم في مجال التكنولوجيات الخضراء قبل عام 2020 ، وذلك من خلال تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية والخطط الخمسية التي وضعتها اللجنة الرئاسية للنمو الأخضر في عام 2009.
وقد أعلنت الحكومة عن أهدافها لخفض انبعاثاتها من الغازات الضارة بالبيئة بنسبة 30% قبل عام 2020.
وبداية من سبتمبر المقبل ، ستبدأ حوالي 500 شركة في العمل تجاه تنفيذ أهداف الخفض الكربوني المحددة لها من خلال الخضوع للنظام الوطني الجديد لإدارة الطاقة والغازات الضارة بالبيئة.
وزادت الحكومة أيضا من حجم استثمارها في مجالي الأبحاث والتطوير في التكنولوجيا الخضراء إلى مبلغ 2,3 تريليون وون العام الماضي ، بعد أن كان الرقم يبلغ تريليوني وون في 2009.
كما ابتكرت قائمة من 27 تقنية جديدة خضراء مهمة ، وقدمت نظاما للتصديق الأخضر من أجل تضييق الفجوة التكنولوجية مع الدول الأخرى.
وزادت الحكومة أيضا من دعمها للشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الصناعات الخضراء.
وارتفع عدد المشروعات التي انطلقت في مجال الصناعات الخضراء بنسبة تزيد على 40% منذ عام 2009 ، وتم تسجيل ما يقربي من 800 شركة من هذا النوع في عام 2010 وحده.
وصدق نظام الحكومة الكورية للشهادات الخضراء الذي بدأ العمل به منذ أبريل من العام الماضي على أكثر من 400 حالة من حالات التكنولوجيا الخضراء والمشروعات والشركات الخضراء.

المزيد من الناس يتفهمون ويشاركون في الحياة الخضراء :
وقد ارتفع وعي الكثير من الموطنين الكوريين الاجتماعي بأنماط الحياة الحضراء.
وسوف تربط شبكة من قطارات كيه.تي.إكس. السريعة معظم المدن الكورية بعضها ببعض قبل عام 2020 ، وهو ما سيجعل أكثر مسافات الرحلات لا تبعد بزمن قدره 90 دقيقة عن أي مدينة أخرى كبيرة ، كما سيتحول بموجب ذلك نظام السكك الحديدية الكوري إلى أهم أنظمة النقل العام في البلاد.
وتزيد كوريا حاليا بالفعل من توفير المنازل الخضراء وتقوية معايير كفاءة الطاقة لعمليات الإنشاء الجديدة للمباني.
ويشارك مزيد ومزيد من الكوريين أيضا في حملات للترويج لأنماط الحياة الخضراء بالتعاون مع الهيئات الحكومية المعنية والمجتمع المدني.
وبفضل زيادة الوعي بشأن أنماك الحياة الخضراء الجديدة ، فقد ارتفع عدد المنازل التي انضمت إلى نظام النقاط الكربونية إلى مليوني شخص في شهر يوليو الماضي.
الحكومة تهدف إلى زيادة قدرات مواجهة التغير المناخي :
وإلى جانب هدف تقليل انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة ، تعكف الحكومة على تطوير قدرات البلاد من أجل توفير استجابة فعالة لظاهرة التغير المناخي عن طريق تطوير سيناريوهات التغير المناخي المختلفة ووضع خطط التكيف مع هذه الظاهرة والتعامل معها في سبعة قطاعات مختارة.
كما تلعب كوريا دورا حيويا في الترويج لسياسات النمو الأخضر على الساحة الدولية من خلال المنظمات الدولية المختلفة مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وكانت كوريا قد أنشأت المعهد العالمي للنمو الأخضر GGGI ، وهو مركز أبحاث متخصص في النمو الأخضر ، وقدمت نظام المشاركة المناخية في منطقة شرق آسيا ، وذلك من أجل زيادة دعمها للدول النامية ، لكي تتمكن مزيد من الدول المشاركة في تنفيذ مبادرات سياسات النمو الأخضر.