التقرير

التقرير

في محاضرة بحفل افتتاح جمعية عصر العلم زويل يؤكد على أهمية توفير منظومة علمية متكاملة من أجل تحقيق تقدم مجتمعي


شهدت مكتبة الإسكندرية مساء أمس الأربعاء إقامة حفل الافتتاح الرسمي لجمعية عصر العلم، بحضور الدكتور عصام شرف؛ رئيس مجلس إدارة الجمعية ووزير النقل الأسبق، والدكتور أحمد زويل؛ الرئيس الشرفي للجمعية والحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999، والدكتور هاني هلال؛ وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة هند حنفي؛ رئيس جامعة الإسكندرية، وعمرو موسى؛ الأمين العام لجامعة الدول العربية، ونخبة من العلماء والباحثين والطلبة والإعلاميين والجمهور.

ورحب الدكتور يحيى حليم زكي؛ رئيس القطاع الأكاديمي والثقافي بمكتبة الإسكندرية، باختيار المكتبة لاستضافة حفل الافتتاح الرسمي لجمعية عصر العلم، كما رحب بالدكتور زويل قائلا إن اكتشافاته في الكيمياء ستغير جميع المفاهيم العلمية المتاحة لدينا، مما يرشحه ليكون أكبر علماء القرن الحادي والعشرين.

من جانبه، أشار الدكتور عصام شرف إلى أن جمعية عصر العلم، التي تم استقاء اسمها من كتاب للدكتور زويل، هي جمعية أهلية لا تهدف إلى الربح وتعمل على تقديم العلم والبحث العلمي على أنهما حقيقة وضرورة مجتمعية. وأضاف أنها تسعى إلى الارتقاء بالتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة، وتحقيق التواصل والتفاعل بين العلماء المصريين في الداخل والخارج، وتشجيع العلماء الشباب المتميزين لإجراء الأبحاث، وتوفير الإمكانيات اللازمة لتطبيق أبحاثهم وابتكاراتهم، والمساهمة في حل مشكلات المجتمع، وتقديم مقترحات بالحلول المناسبة لتلك المشاكل.

ولفت إلى أن الجمعية تهدف كذلك إلى نشر الثقافة العلمية والارتقاء بها من خلال خطط هادفة لتعزيز استخدام الأسلوب العلمي، والمساهمة في تنظيم الطاقات العلمية المحلية لخلق قاعدة علمية تكنولوجية مصرية، وعرض تجارب الدول المتقدمة في أساليب الارتقاء بالتعليم، وإعداد الدراسات والإستراتيجيات التي توضح رؤية العلماء واقتراحاتهم للتغلب على مشكلات التعليم.

وقال شرف إن التقنية هي أي شيء يستخدم في إنتاج السلع والخدمات لتحقيق حاجات الإنسان، وبالتالي فإن هناك حاجة إلى توطين التقنيات وإنتاجها من خلال دعم العلم والبحث العلمي، منوّها إلى أن ذلك يعد قضية أمن قومي.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور أحمد زويل أن تحقيق التقدم المجتمعي لا يتطلب أجيالا كما يدعي البعض، وإنما أثبتت التجارب أنه يمكن تحقيق ذلك في خلال 10 إلى 20 سنة، وذلك من خلال أساس وقاعدة علمية وفكر حديث، مدللا على ذلك بتايوان التي زارها مؤخرا ليجدها مختلفة جذريا عن الزيارة التي قام بها إليها قبل 10 سنوات؛ حيث التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير والبحث العلمي القوي.

وأضاف أن تحمسه لجمعية عصر العلم نابع من كونها غير هادفة إلى الربح، كما أنها غير سياسية، وهدفها النهائي هو خدمة مصر، من خلال دعم العلم والبحث العلمي، الذي يعد أساس أي تقدم سياسي واقتصادي واجتماعي. وصرح في محاضرته بالحفل والتي جاءت بعنوان "عصر العلم والمستقبل" أنه سينشر بحث علمي في أغسطس القادم حول تصوير الذرّات والجزيئات وغيرها لأول مرة من خلال تقنية رباعية الأبعاد تقيس الثلاثة أبعاد إضافة إلى عامل الزمن، وذلك باستخدام ميكروسكوب إلكتروني متطور، مما سيفتح مجالا علميا جديدا سيؤدي إلى حدوث تغيير جذري في الطب خلال فترة تقدر بـ10 إلى 20 سنة قادمة، كما أنه سيؤدي إلى فهم كيفية عمل الأدوية، مما سيؤدي إلى خفض تكلفة إنتاجها، إضافة إلى العديد من الميزات الأخرى، ومنها المساعدة في إيجاد علاج لمرض الزهايمر.

وشدد الدكتور زويل في محاضرته على أن مصر بها كفاءات متميزة في مختلف المجالات، إلا أنه لتحقيق تقدم وازدهار مجتمعي يتعين توفير منظومة علمية متكاملة ومناخ يساعد على الإبداع، إضافة إلى دعم العلماء المتميزين. واختتم حديثه بالقول إنه لا يوجد تعارض بين الدين والعلم، إلا أنه يجب ألا يتم استخدام الدين كأداة لمنع العقل من فهم الموضوعات العلمية واستكشاف الجديد في هذا المجال.