ورحل قبل تحقيق الحلم

اطفاله الثلاثة هدى وسما ونبيل
كم كانت ساعات طويلة تلك التى قضيناها فى الذهاب
لاسرة محمد غنايم الصحفى بجريدة المسائية الذى رحل فجأة وهو فى ريعان شبابه وكم كانت قاسية تلك اللحظات التى مرت ونحن وزملائى نحاول ان نشد من ازر والدته وزوجته التى ترك لها 3 اطفال والرابع لم يرى الدنيا بعد فهو الآن جنين 7 شهور فقط ووالده الذى ما ان تراه تجد على وجهه تعب السنين وهو يروى كيف كان غنايم متعلق بمهنة الصحافة فهى عشقه الاول والاخير ومهنته الوحيدة فى الحياة رغم انه عمل بها 15 عاما ولم يستطع التعيين داخل اى جريدة ليلتحق بالنقابة حتى يكون له وضع قانونى ومادى وحماية ومستقبل لاطفاله الثلاثة ولكنه رحل قبل تحقيق الحلم فى زهرة شبابه وكان يستيقظ مبكرا فى السادسة صباحا ليذهب لمقر الجريدة بجاردن سيتى بالقاهرة متحملا مشقة عناء السفر ونفقاته من اطفيح بالجيزة قرابة ثلاث ساعات واخرى مثلها للعودة لبلده وتبادر لذهنى منظر محمد يجلس فى صالة التحرير وحيدا التاسعة صباحا ولم يأتى احد من الزملاء بعد و يكتب وهو ينادينى صباح الخير يامنى وارد التحية ايه مافيش اخبار برضوا عن التعيين واخبره لاجديد كان حريصا على التواجد مبكرا وانجاز عمله ولكن لم يشفع له ذلك استغنوا عنه رغم تفوقه المهنى ويشهد الجميع بذلك ليس لأنه لا يجيد العمل الصحفى ولكن لعدم وجود واسطة لديه ذبحوه دون مراعاه حالته الاجتماعية وهو الذى اخفى على الجميع ان والده لايملك دخلا و ينفق عليه هو واطفاله الثلاثة ولكن ان كان غنايم رحل وهو مظلوم وله مستحقات لدى الجريدة التى عمل بها 7 سنوات هل يسامح اطفاله من ظلمهم ولم يترك لهم معاشا ينفقون منه؟